من هو الدكتور خليل أحمد خليل :
من بساتين صور العابقة بعطر زهر الليمون ومن شاطئها الذي وقف عقبة كأداء في وجه جحافل الاسكندر واوقف زحفه لمدة طويلة حيث تحطمت هيبته على صخوره فغدا صغيراً مع أنه لقّب بالكبير، ومن رمال هذا الشاطئ الذهبية التي تغسلها مياه المتوسط، انطلق الدكتور خليل احمد خليل في رحلة حياة مثقلة بالعطاء، تدرج في مدارس صور ومنطقتها وحصّل علومه الأولى وصولاً الى تتويجها بشهادة البريفيه، وشأنه شأن كل لبناني تطلع الى الهجرة باكراً، ولكن هجرته كانت هذه المرة داخلية اذ انتقل الى بحمدون حيث تابع دراسته وحصل على البكالوريا القسم الأول، ليعود الى صور متابعاً دراسته فتوجها بحصوله على البكالوريا القسم الثاني، لينطلق في هجرة جديدة الى الخارج هذه المرة. واللافت ان الهجرتين لم تكونا من اجل جمع ثروة مادية وتكديس الأموال، شأن معظم المهاجرين، وانما من اجل التحصيل والاغتناء بثروة فكرية وعلمية، وقد نال من جامعة ليون في فرنسا إجازة في الآداب والعلوم الإنسانية اتبعها بشهادة الدكتوراه ليعود الى لبنان مثقلاً بما اختزنه من علوم ومعارف متعددة اهلّته العمل في مجالات متنوعة من السياسة الى الاعلام الى الترجمة والتأليف ومتابعة الدراسة حيث حصل على دكتوراه دولة في الفلسفة بدرجة مشرّف جداً في موضوع “كمال جنبلاط: خطاب العقل التوحيدي”.
تابع مسيرته في حقل التدريس الجامعي حيث تفرّغ للتعليم في الجامعة اللبنانية – معهد العلوم الاجتماعية في بيروت. ترافق عمله الأكاديمي في الجامعة اللبنانية مع التأليف والترجمة فوضع مؤلفات عديدة متنوعة المواضيع فكان له مؤلفات في الشعر وأخرى تتناول دراسات فكرية وسياسية واجتماعية، كما وضع دراسات في الشعر الشعبي اللبناني وابحاثاً حول الحرب اللبنانية وأخرى في موضوعات دينية وسوسيولوجية، كما وضع مؤلفات في القصة، وربما أبرز اعماله تجلّت في تأليف معاجم في المصطلحات السياسية والفلسفية والدينية واللغوية والاسطورية والنفسية – الاجتماعية والاقتصادية وفي مصطلحات الكومبيوتر. وضع كذلك معجماً في العلوم الإنسانية باللغتين العربية والفرنسية وآخر في المفاهيم الاجتماعية باللغات الثلاث الفرنسية والإنكليزية والعربية، كما له ايضاً موسوعة في اعلام العرب المبدعين.
الدكتور خليل أحمد خليل هو مجموعة شخصيات في شخص واحد هو متعدد المواهب واسع الاطلاع تجلّت مواهبه وكفاءاته في البحث والـتأليف والترجمة والتعليم والاشراف. أودّ التوقف عند أحد أوجه نشاطه المتمثل بالترجمة. ومن لا يعرف الترجمة يجهل ما تستلزمه من جهد فكري، وما تستنفد من طاقات وبراعة في نقل الأفكار خاصة في مجال الترجمات الفلسفية حيث يبقى التأليف أسهل منالاً من الترجمة. في التأليف حرية للمؤلف في اختيار الموضوع والتعبير عن أفكاره في القضايا التي يعالجها بالطريقة التي يشاء، في حين يحتاج المترجم الى الغوص في النص والالتزام بأفكار صاحبه حتى يدرك مقاصده ليقوم بعد ذلك بنقل الأفكار الى اللغة المترجم اليها على ان يبقى اميناً للنص الأصلي ويراعي في الوقت عينه أصول اللغة المنقول اليها وخصوصية تركيباتها وصيغتها المبنوية. وقد تناولت ترجماته مؤلفات سياسية واقتصادية وشعرية وفلسفية وسوسيولوجية وغيرها. وانا أدرك ما يعانيه المترجم في الترجمة خاصة في مجال الكتب الفلسفية وكثيراً ما وقع المترجمون في أخطاء فادحة فجاءت ترجماتهم مغايرة تماماً واحياناً متناقضة مع مرامي صاحب النص ومقاصده. لكن ترجمات علمنا المكرم جاءت دقيقة تنقل بصدق وامانة مضامين الكتب التي ترجمها حتى إنك لا تميز انها ترجمات بل تبدو متماسكة الأفكار على وقع تركيب لغوي ومبنوي سليم وأسلوب واضح، مما يدل على مدى اداركه لعمق معانيها ومقدرته الفذّة على نقل تلك المعاني بأسلوب شيّق ورشيق.
في الفيديو أدناه، يروي الدكتور خليل بعض التفاصيل من حياته التي عاشها في بلدة حناويه في كنف الحاجة ميلا، مسترجعاً أجمل ذكريات حياته التي ذكرها في كتاب “لسان الوحش”:
:::–رابط مشاهدة الفيديو –:::