Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

حناويه بلدة العُلماء على مرّ الزّمن

في زمن العِلم والإنفتاح الديني ، كان لحناويه النصيب الوافر في قرى جبل عامل ليكون من بين أبنائها العشرات من العلماء الذين برزوا في عصرهم ، وكان لهم الأدوار البارزة في نشر الثقافة الإسلامية وعلوم أهل البيت (ع) ، ونشر الوَعي بين أهل القرى والمدن الجنوبية واللبنانية .. وفي السياق ، سنعرض أسماء أهم العلماء الذين لنا الفخر في عرض سيرتهم على صفحات موقعنا ، بعد أن طبعوا إسم البلدة على لوائح العلم أينما حلّوا ..

الشيخ محمد علي عز الدين

الشيخ محمد بن علي بن يوسف بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم آل عز الدين العاملي (1229 هـ – 1301 هـ). هو رجل دين وفقيه ومرجع ومحدّث ومتكلّم وشاعر شيعيلبناني من جبل عامل

كانت ولادته في بلدة كفرا في جبل عامل بجنوب لبنان، وذلك في حدود سنة 1229 هـ، وقد بدأ دراسته الدينية (الحوزوية) في بلدة حداثا حيث قرأ على علي بن حسين مروة، ثم انتقل إلى بلدة النميرية لإكمال دراسته فقرأ على علي آل إبراهيم الحسيني، ومنها انتقل إلى بلدة جباع حيث التحق بالمدرسة التي أسسها عبد الله نعمة وقرأ عليه فيها.

هاجر بعدها إلى النجف ليلتحق بحوزتها العلميَّة، حيث درس على ثلّة من علماء الشيعة هناك، وأبرزهم محسن خنفر وخليل الرازي النجفي، الذي أجازه.

عاد إلى جبل عامل بعد حوالي ست سنوات من بقاءه في النجف، وأعطاه عبد الله نعمة حينئذٍ إجازة اجتهاد بعد عودته من النجف، وتصدَّى للمرجعيَّة فقلده كثيرون من أهل جبل عامل.

وقد سكن بعد عودته إلى جبل عامل في بلدة كفرا حيث بدأ نشاطه التعليمي فيها، فدرس عنده عدد من طلاب الحوزة من عوائل آل الأمين وآل مغنية وآل مروّة.

ثم انتقل إلى بلدة حناويه التي هي من ضواحي مدينة صور، وأسس فيها مدرسة كثرت عنده طلاب العلم وبقي فيها حتى توفي.

كان يشتغل ببعض الزراعة والتجارة كالتين، وقد رآه الكثيرون متأبّطا كتابه أثناء عمله، فيذهب إلى البيدر وجزء من كتاب الجواهر أو غيره معه يطالع فيه وينظر فيما يحتاجه البيدر، أو يذهب إلى الحقل يلاحظ الحرّاثين والكتاب معه فان عرض له سفر إلى احدى القرى أو المدن وضع في الخرج طائفة من الكتب والدواة والدفتر الأبيض.

له منظومة في المواريث، ذكرها العاملي، ومنظومة في التاريخ – (مخطوطة)، وله عدد من الرسائل والمؤلفات، منها: «رسالة في العبادات»، « رسالة في كشف لنصيف ورفع الأراجيف عن أحكام الخالص وشبهات الزيف»، وعدة رسائل في الفقه، وكتاب بعنوان: «تحفة الأحباب في المفاخرة بين الشيب والشباب»، كما ذكر الخاقاني نقلاً عن كتاب العامليات لمحمد رضا شمس الدين أن له كتبًا أخرى منها: «الردّ على الماسونية – روح الإيمان وريحان الجنان في الكلام».

تنوعت أغراضه، فنظم في الغزل، وله في ذلك لمحات تجديد وصور ناصعة، كما نظم في التأريخ، وعارض قصيدة بطرس كرامة المعروفة بـ الخالية، ونظم غير ذلك في الإخوانيات والمراسلات والوصف، وله مقطوعات يصف فيها حاله بعد مرض ألم به. في تراكيبه تنوع، وفي لغته سلاسة، وبلاغته حسنة بلا تكلف، غزله رقيق سائغ، أما
(الخالية) فهي في خمسة عشر بيتًا، تنتهي جميعها بكلمة «الخال» على اختلاف مدلولاتها، وفي هذا من براعة التكلف ما فيه.

توفى في 23 رمضان سنة 1301 عن عمر ناهز السبعين عاما في قرية حناويه ودفن فيها.

وقد حضر جنازته خلق كثير من جبل عامل.

وقد رثاه علماء عامل وفضلاؤها، وممن رثاه الشيخ موسى شرارة بقصيدة وعمل له حفلة تأبين ومجلس فاتحة تليت فيه مراثيه وكان أول مجلس فاتحة أقيم في جبل عامل من نوعه تليت فيه المراثي ورتب على نحو مجالس العراق.

الشّيخ حبيب آل إبراهيم : إبن حناويه المُهاجر

وُلد الشيخ حبيب المهاجر سنة (1304 هجريّة/1886م) ميلاديّة في قرية «حَنَاويه» المحاذية لمدينة صور على ساحل جبل عامل، في عائلة عُرفت هناك أيضاً بآل “سقسوق”، أمّا اشتهاره بالشيخ حبيب آل إبراهيم فنسبة إلى جدّه الأعلى، وأمّا شهرة المهاجر التي عُرف بها وبَنوه من بعده حتى اليوم، فلأنّه هاجر من موطنه بجبل عامل إلى بعلبك، فأقام فيها مُبلّغاً وداعياً

تلقّى دروسه الأولى في قرية «عين بعال» المجاورة لقريته، على يد الشيخ محمد حسن مروّة، فقرأ عليه القرآن الكريم وختَمَه، ثم تعلّم الخطّ على يد الشيخ إبراهيم خاتون، والتحق بعدها بدرس اللغة العربيّة، إلى أن انقطع عن الدراسة قسراً بسبب ضمور الحركة العلميّة في منطقته، والتي كان أسّس لها الفقيه الشيخ محمّد علي عز الدين في نهايات القرن التاسع عشر الميلادي، وأيضاً بسبب بُعد المسافة عمّن كان من العلماء في سائر الحواضر العامليّة مثل بنت جبيل، وشقراء وغيرهما.

واستمرّ هذا الانقطاع لسنوات يتحدّث عنها الشيخ بألم بالغ فيقول: «فانصرفت لذلك عن الاشتغال، وانقطع عليّ النظر في ذلك الهدى، وأَشْغَلَني الزمان بفارغ، وأجهدني بغير نافعٍ سنواتٍ معدودات..».

في حدود عام 1915م الموافق 1332هـ عاد الشيخ حبيب إلى وطنه بسب إعلان دخول الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى ، فرأى من الأنسب كما يقول أن يعود إلى بلده بعد أن قضى في النجف الأشرف خمس سنوات ، وخلال إقامته في لبنان شارك مشاركة فعالة ، في الحركات التي تعود بالنفع على أبناء المنطقة .

ولكنّ هذه السنوات التي انقطع فيها الشيخ عن النجف، كانت حافلةً بالنسبة إليه بالنشاط السياسي والاجتماعي، وقد نشر في مذكّراته صوراً معبّرة عن واقع تلك المرحلة، فوصف امتداد خط الجبهة الفاصل بين العثمانيّين والحلفاء لا سيما الانكليز، ذاكراً معاناة الناس الذين كانوا يُؤخذون سخرةً للعمل في مصالح الجيش التركي، وكيف أنّ عاقبة الفارّين كانت التنكيل والقتل، ومن المشاهد المؤلمة التي نقلها في مذكّراته، حادثة إعدامٍ في بنت جبيل لشابٍّ من آل فضل الله فرّ من الجيش بسبب الجوع: «..فالتقطوه، وكان من قرية عيناثا..

وحُمل إلى بنت جبيل حيث نقطة العسكر. حدّثني بعضهم أنه نُصب له المِصلب وعُلّق به وهو يُهلِّل ويُكبِّر، فانقطع به القنّب أعني الحبل المُتّخذ له، ثم عُلّق ثانية وهو يقرأ الشهادة ويذكر الأئمّة سلام الله عليهم واحداً بعد واحد، إلى أن بلغ أظنّه إلى الهادي عليه السلام وارتخى كتفُه رحمه الله». ويروي الشيخ أيضاً في مذكّراته لقاءه وجمعاً من علماء جبل عامل، من بينهم السيد عبد الحسين شرف الدين بالأمير فيصل ابن الشريف حسين وتأييدهم إقامة الحكومة العربية، طالبين الإستقلال عن وصاية المُحتلّين.

وفي مكان آخر يظهر وعيُه المتقدّم لمخطّطات الفرنسيّين وتدخّلهم في البلاد السوريّة، لا سيّما في بيروت وجبل لبنان، من خلال مشاريعهم الإنسانية ظاهراً، ويقول: «.. وتقرّبوا الى الشعب بكلّ ما تهواه النفس وترتاح اليه الخواطر، وزيّنوا أنفسهم بنظره “..” حتى كان لبنان أصابع فرنسا المتحرّكة لها بما أرادت من ضروب السياسة “..” وبَنَت [فرنسا] المدارس واستولت على أفكار كثيرٍ من الناشئة، بتعليمهم ما يُحدث الخلل في دينهم، ويوجب النفرة من دولتهم، بقالب المُناصحة والمحبّة للشعب، سمٌّ بلون العسل “..” فلم تمضِ على ذلك مقدارٌ من السنين ويسير من الزمان، حتى أصبح جمعٌ من أجلّاء الرجال وزعماء البلاد المتخرّجين من أمثال تلك المدارس، وجُلُّهم من بيروت والشام بحركة شديدة لتمزيق الجامعة الإسلاميّة، ورفع سلطة الأتراك عن البلاد العربيّة “..” وكان لكثيرٍ من أولئك الرجال التفاتٌ تامٌّ نحو فرنسا، وبعضٌ آخر نحو الإنكليز..».

في خضمّ هذه «المعمعة» يقرّر الشيخ حبيب -وسط دهشة مَن حوله- التخلي عن كلّ نشاطٍ سياسيّ والعودة مجدّداً إلى النجف الأشرف، ناجياً بنفسه من «الفِتن القادمة» على حدّ تعبيره.

التبليغ

في رحلته الثانية إلى العراق، انقطع مدّة ثلاث سنوات للدراسة الفقهيّة العاليّة عند اثنين من أشهر فقهاء النجف الأشرف في حينه؛ وهما -كما مرّ- الشيخ أحمد كاشف الغطاء، والشيخ علي الجواهري، ثمّ انتُدب من أكبر المراجع في ذلك الزمن، السيد أبو الحسن الأصفهاني قدّس سرّه للتبليغ في مدينة «الكوت» حيث أقام فيها مدّة خمس سنوات. وكان الإحتلال البريطاني قد جثم على صدر العراقيّين بعد انتصار محور «الحلفاء» في الحرب العالميّة الأولى، واقتسام تركة الدولة العثمانيّة من قبل بريطانيا وفرنسا، وجاء هؤلاء بأدواتهم المختلفة لتثبيت نفوذهم على المستوى البعيد، ومنها فِرَق التبشير بالدين المسيحي، مستغلّين ظروف الفقر والحاجة عند الناس.

وقد ركّز البريطانيون جهدهم في منطقة جنوب العراق، فبنوا في مدينة «العمارة» مستشفى حديثاً يقدّم الخدمات الطبّية مجّاناً، وأسّسوا مكتبة عامّة، ومطبعة لنشر الكتب التي تخدم أهدافهم، واستطاعوا بعد سنتين من العمل الدؤوب، أن يصلوا إلى غايات متقدّمة في مساعيهم، ما دفع بعلماء النجف وعلى رأسهم السيد الأصفهاني إلى التحرّك لتدارك الموقف، بالرغم من وجود المحتلّ البريطاني والسلطة الملكيّة الخاضعة له، فأُوكل للشيخ حبيب الانتقال إلى «العمارة» والتعامل مع الواقع القائم بما يلزم، فقرّر قُدّس سرُّه أن يواجه خُطط التبشيريّين بما يُقابلها، وبادر في وقت قريب إلى بناء مستشفى يقدّم خدماته بموازاة مستشفى المبشِّرين، أعقب ذلك بإصداره فتوى تحرّم التعامل مع مستشفاهم، ثمّ أسّس مطبعة، وأصدر مجلّة «الهدى»، وأنشأ عدداً من المدارس باسم «الهدى» أيضاً، ومكتبة عامّة، وألّف عدداً من الكتب للردّ على كتبٍ نشرها أعوان المحتلّين.

ويتناقل أهل «العمارة» أنّ الملك فيصل الأوّل عندما زار مدينتهم بعد تتويجه ملكاً على العراق، قال: «أنا ملك العراق عدا جنوبه، فالشيخ حبيب هو ملك الجنوب».

وقد أفاد الشيخ من عمله التبليغي ذاك خير استفادة حينما عاد إلى جبل عامل سنة 1932م، حيث انتدبه السيد أبو الحسن الأصفاني أيضاً للإقامة في بعلبك بعد مساعٍ من أهلها، فانتقل إليها، وأسس فيها مدارس «الهدى» كالتي أنشأها في العمارة، وكان عددها اثنتي عشرة مدرسة في سائر أنحاء منطقة البقاع، ومنحت هذه المدارس أبناء المنطقة الذين حُرموا من التعليم لعقودٍ طويلة أوّل فرصةً للدراسة.

وقد لَقِي رضوان الله عليه في هذا السبيل كيداً من بعض رجال السياسة والإقطاعيّين المحليّين الذين رأوا في نشر العلم بين عامّة الناس ما يُهدِّد امتيازاتهم.

وعلى المستوى الإجتماعي، عمل على جمع شمل أبناء المنطقة في مقابل النزعات الضيّقة التي لا تُنتج غير التفرقة والخلافات، كذلك جال -طوال السنوات الثلاث والثلاثين التي قضاها في بعلبك- في كلّ الحواضر البقاعيّة وصولاً إلى عمق الأراضي السوريّة، فامتدت زياراته من مشغرة جنوباً إلى حلب شمالاً.

وكان له تواصل مباشر مع العلويّين، خصوصاً في محافظة اللاذقية، فتلقّوا مبادرته نحوهم بالترحاب، وألّف لأجلهم كتابه (سبيل المؤمنين)، ودعاهم إلى تأسيس جمعيّة لتنظيم العمل الديني والإجتماعي، فتأسّست «الجمعية الخيريّة الإسلاميّة الجعفريّة» وأثمرت مساعيه تجاههم صدورَ مرسوم من الدولة السورية يُقرُّ بأنّ المعروفين بالعلويّين هم مسلمون جعفريّون، كذلك اختير تسعةٌ من أبنائهم للتوجّه إلى النجف الأشرف والدراسة فيها ليكونوا مبلّغين في مناطقهم.

عاش الشيخ حبيب المهاجر ظروف الحرب العالمية الأولى وانعكاسها على أبناء جبل عامل، وروى في مذكّراته بعض مشاهد البؤس التي تسبّب بها قهر المحاربين، والمجاعة التي أفرزها انقطاع المؤن، وزاد في حدّتها اجتياح الجراد لكثيرٍ من المناطق. يقول في كتابه (حديث النِعَم) واصفاً بعض تلك المصائب: «..زحفت فيالق الجراد الكثيرة، كالغمام المتراكم بعضُه فوق بعض، آخر فصل الربيع سنة ثلاث وثلاثين [1333 هجريّة]، فأتت على غلّات الناس ومزروعاتها، ولم يسلم سوى ما كبُر وقارب الحصاد من الشعير والحنطة، ثم باض في الأرض ومضى بعد أن تركها جرداء، ولم تمضِ على ذلك إلا أسابيع يسيرة، حتى خرجت فروخه وانتشرت في الأرض، تقرض بمناجلها ما نما من أوراق الشجر ومزارع الصيف، فلم تُبق شيئاً..».

وفي صورة تمثِّل حال الناس في تلك المجاعة يقول: «فظائع المجاعة لا تُحصى، وغرائبها لا تُستقصى، باع كثيرٌ من الناس جميع ما عندهم، حتى انتهوا إلى سحب أخشاب بيوتهم، وبيع أحجار دورهم “..” فهَلك مَن هلك وبقي مَن بقي..».

مؤلّفاته

يمكن تقسيم مؤلّفات الشيخ المهاجر -على ما قسّمه حفيده العلّامة الشيخ جعفر المهاجر- إلى ثلاثة أقسام:

  • القسم الأول: مؤلّفات فترة إقامته في «العمارة»، وجميعها مخصّصة للمجادلة عن الإسلام في مقابل ما ينشره المبشّرون وهي ستّة كتب: (المحاضرات العماريّة)، (منهج الحقّ)، (محمّد الشفيع صلّى الله عليه وآله)، (قُل جاء الحقّ)، (الكلِم الطيّب)، (الانتصار).
  • القسم الثاني: مؤلّفات وضعها في لبنان خدمةً لعمله التبليغي، وهي جميعها تقدّم المعارف الدينية الميسّرة للقارئين، بما فيها الكتب المدرسيّة المعتمدة في المدارس التي أسّسها، وهي ستة كتب: (الصراط المستقيم)، (سبيل المؤمنين)، (في ذكرى الحسين عليه السلام)، (أنا مؤمن)، (الإيمان)، (المطالب المهمّة).
  • القسم الثالث: مؤلّفان موجّهان إلى المعنيّين بموضوعهما هما: (الحقائق في الجوامع والفوارق)، وهو عبارة عن مجلّدين، وقد عرض فيه المؤلّف لنقاط الاختلاف والاتفاق الفقهيّة بين مذاهب المسلمين. وكتاب (اليتيمة في الكتب الحديثة والقديمة)، يعرّف بمجموعة من الكُتب المختارة.

هذا بالإضافة إلى كتابَي: (الجواب النفيس على أسئلة باريس) و(حديث النِعم) الذي خصّصه لترجمة نفسه ونفرٍ من العلماء من معاصريه، إضافةً إلى قصيدتين مطوّلتين نظمهما في مناسبتَي المولد النبويّ الشريف وعيد الغدير.

كما أصدر أيّام إقامته في بعلبك كتاباً شهريّاً بعنوان (الإسلام في معارفه وفنونه)، ذكره الشيخ الطهراني في (الذريعة)، والسيّد جواد شبّر في كتابه (أدب الطّف).

يبقى حبيب آل إبراهيم رجل الدين الأكثر حيوية وإنتاجاً فيما يخص أدبيات الدفاع عن الإسلام، إذ نذر نفسه لذلك منذ أنهى علومه في النجف.

وقد أرسله أبو الحسن الأصفهاني إلى العمارة أولاً سنة 1927 لينقل له أعمال الإرساليات المسيحية لدى السكان فيها. فأسس مطبعة ومجلة سماهما الهدى، وأخذ بتأليف الكتب . فكتب أولاً “منهج الحق” وهو كتاب في علم الكلام دأب فيه على إثبات وجود الله ثم يهاجم الماديين قبل أن يؤكد تفوّق الإسلام، ويقوم بعد ذلك بامتداح النبي والمدافعين عن الدين .

وقام حبيب آل إبراهيم في السنة نفسها، رداً على مقالة نشرت في العرفان، بتأليف رسالة نقدية بعنوان “المحاضرات العمارية”، ينتقد فيها طبيعة المسيح المزدوجة والأناجيل . وكان كلما أصدر رجال الإرسالية المسيحية كتاباً ينبري إلى الرد عليه. فكتب لذلك “محمد الشافي” ثم أتبعه بـ “وقل جاء الحق” .

ولما ترك العمارة واستقر في بعلبك في ربيع العام 1932، واجهته للمرة الثانية مهمة صعبة في إرشاد الناس.

فقد كان أهل المدينة بحسب ما يقول، لا يحملون من الشيعة إلا الاسم، نظراً لما كان من أمر ترك دينهم نتيجة لما تعرضوا له من اضطهاد كانوا ضحيته طوال قرون . فعاد الرجل إلى الوعظ والكتابة، مجيباً إلى حاجات رعيته وأسئلتها. وفي الأشهر الأولى من إقامته في بعلبك كتب كتابين على التوالي، يجيب فيهما عن أسئلة طرحها عليه شباب من المؤمنين قد اضطربوا لاحتكاكهم بالثقافة الغربية ولم يكونوا يملكون الوسائل اللازمة لمواجهة ذلك. فاعتبر الرجل أن إعطاءهم هذه الوسائل كان من واجبه وأن نشر أجوبته كان مفيداً لغيرهم من القراء.

وكان الكتاب الأول، “الجواب النفيس” على مسائل باريس، طلبه منه قاضي بعلبك علي تقي زغيب، إذ كان هو نفسه قد تلقى رسالة من أحد تلامذته القدامى وهو شاب شيعي اسمه سليم حيدر كان قد ذهب إلى باريس ليتابع دروسه فيها، فطلب القاضي من حبيب إبراهيم أن يجيبه عنها بدلاً منه . وقد روى سليم حيدر في رسالته أنه حضر دروساً عن الإسلام والشعر العربي، يعطيها مستشرقون، لم يوافق على محتواها. إلا أن الفتى كانت تنقصه المعارف اللازمة للرد عليهم فطلب من العالم أن يدله على كتب حول الشريعة والحديث، ودراسات حول الإمام علي . فانبرى حبيب آل إبراهيم إلى إقامة ثبت بالعلماء الكبار – بمن فيهم الأئمة – في القرون الثلاثة الأولى للهجرة وفيه ترجمة لكل عالم وبعض المصادر والمراجع عنه . ومع أن الكتاب واضح ومبوب – وليس هذا من صفات كتب العلماء – فإنه يتوجه إلى جمهور من المبتدئين، فهل كان ذا فائدة لسليم حيدر؟

بعد ذلك أصدر حبيب آل إبراهيم كتاباً ذا عنوان زاخر بالوعود، “الانتصار”، يقوم في أوله، بجمع مزاعم رجال الإرساليات المسيحية مما كان يتعارض والإسلام؛ ثم يجيب كتابةً عن مجموعة من الأسئلة طرحها عليه شاب مؤمن حول العهد القديم والعهد الجديد وحول المسيح وموقف اليهود منه، وحول قيامته وصعوده.

وكانت الأسئلة مطروحة بدقة، وأجاب عنها العالم بشروحات واضحة ومعللة قائمة في الوقت عينه على الإنجيل وعلى المصادر الإسلامية من القرآن والسنة . ونظراً لانقطاعه إلى هذا النوع من الكتابة فقد اعتُبر حبيب آل إبراهيم أستاذاً في الكتابات ذات الطابع الجدالي الموجهة ضد رجال الإرساليات المسيحية، وتكون المهمة فيها إظهار فضل الإسلام وبالتالي توقع انتصاره.

وبما أنه من الواجب نشر الدين وتعميم العلم، فإن عالمنا قد تابع أعماله على هذا المنوال، مجيباً كتابةً موجهةً إلى الجميع، عن طلب خاص بفرد. وهذا ما فعله حينما طلب منه عبد الحليم حجار، قائمقام بعلبك، أن يشير عليه بكتب عن الإسلام يتمم بها مكتبته. فعاد حبيب آل إبراهيم ووضع ثبتاً بعشرين مؤلّفاً من العصور المختلفة تناولوا مختلف العلوم، وأصدره في كتاب بعنوان “اليتيمة” . وقد نشرت مجلة العرفان عرضاً للكتاب، وُصِفَ مؤلفه بالمصلح.

وتنتهي هذه السلسلة بكتاب رابع هو “المطالب المهمة” . ويجيب حبيب آل إبراهيم فيه أيضاً عن سؤال دقيق طُرح عليه، بعد أن نشرت مجلة العروبة مختارات من كتاب محمد إسعاف النشاشيبي الإسلام الصحيح .

أثار صدور هذا الكتاب غضب الشيعة، فانخرط حبيب آل إبراهيم في جوقة المستنكرين. وقد نتج عن ذلك أنه أعطى المؤمنين حججاً للدفاع عن أنفسهم، وفصَّل في ست نقاط موقفه من: القرآن والحديث والنبي وعلي والشيعة والإمامة”.

أعماله في جبل العلويين

وفي عام 1949 بدأ وضع العلويين يلفت نظر الشيخ، وشرع في زيارة قراهم البائسة بدءاً بقرى محافظة اللاذقية، وكانت زياراته مفاجئة وغير متوقعة لهؤلاء الذين لم يكترث بهم أحد، ولم يعاملوا بغير البخس طوال قرون. والتف أهل الجبل بسرعة حول القادم الجديد مستمعين إلى كلماته، وحثهم على جمع صفوفهم وتوحيد كلمتهم ومن أجلهم وضع كتابه “سبيل المؤمنين” الذي جرى توزيعه عليهم بالآلاف دون مقابل. ثم دعاهم إلى تأسيس جمعية لتنظيم العمل الديني والاجتماعي، وتم تأسيس “الجمعية الخيرية الإسلامية الجعفرية” في اللاذقية في نيسان 1951 وكان من نتاج مساعي الشيخ بين أهل الجبل والدولة ثمرتين أساسيتين: الأولى صدور مرسوم من الدولة السورية يعلن أن العلويين هم مسلمون جعفريون والثاني اختيار تسعة من أبناء الطائفة للسفر إلى “النجف الأشرف” ودراسة الفقه والعلوم الحوزوية الدينية ليكونوا فيما بعد مبلّغين ومرشدين.

كرامة حصلت بدعاء (الطائر الرومي)

في القسم الأخير من كتابه (حديث النِعم) ينقل الشيخ المهاجر عن السيد حسن آل صدر الدين العاملي الشهير، بالواسطة عن جدّ والده السيّد صالح أنّه قال: اجتمعنا للمؤامرة في أمر الجزّار [والي العثمانيّين على عكّا] وإعمال حيلة بالراحة منه، فأجمع رأينا على أن ندسّ إليه السمّ، ثمّ بينما أنا جالس في منزلي.. وإذا بالباب يُطرق، فظننتُ أنّ الطارق مُستفتٍ في مسألة، فأرسلتُ ولدي السيد أبو المكارم -وكان مجتهداً- فما رجع، وطُرق الباب ثانياً، فخرجت فوجدت رجالاً أُرسلوا للقبض عليّ من قِبل الجزّار .. فأُدخلت السجن وكان مُظلماً، فوجدت فيه ستّة غيري من العلماء، واشتدّ علينا الأمر لعدم معرفة أوقات الصلاة، فاجتمعنا على أنْ ندعو الله بالفرج، فدعونا بدعاء (الطائر الرومي) فانفلق السجن وخرجنا منه..».

الإجازات والشهادات العلميّة

أجازه الشيخ محمد رضا آل ياسين برواية الكتب الأربعة وعلومها، ووَصفه شيخ الشريعة الغروي بـ «خبير أمّهات المباحث الأصليّة والفرعيّة، ومدارك الأحكام الشرعيّة»، أمّا المرجع السيد أبو الحسن الأصفهاني فاعتبره ركناً من أركان الإسلام ومن أكابر المجتهدين الأعلام.

وكتب الشيخ علي الكوراني في مقدّمته على كتاب (نقد كتاب حياة محمد) للسيد عبد الحسين نورالدين العاملي، عن إعجاب المرجع الراحل السيد البروجردي بالشيخ المهاجر، الذي زاره في قم المقدّسة وقدّم له الكتاب المذكور، فأمر السيد البروجردي بطباعته.

ويذكر الشيخ الكوراني أنّ الشيخ المهاجر كان يمضي شطراً من سنته في بلدة الشياح بضاحية بيروت الجنوبيّة حيث وُفِّق لتربية جيلٍ من المؤمنين.

بدوره أجاز الشيخ المهاجر، المرجعَ الراحل السيد المرعشي الذي كان في عصره من أبرز شيوخ الرواية. كتب المرحوم الشيخ حبيب قدس سره: «..فقد استجازني السيد الإمام، العلامة السيد أبو المعالي، شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي دام فضله، في رواية ما رويتُه عن مشايخي طاب ثراهم، بواسطة الإمامين الرئيسين؛ السيد حسن الصدر، وشيخ الشريعة الأصفهاني، فأجزتُه أن يروي عنّي كلّ ما رويتُه عنهم من الكتب الأربعة؛ (التهذيب)، و(الاستبصار)، و(الكافي)، و(من لا يحضره الفقيه)، وغيرها ممّا روَوه من ذلك، كما أنّي أجزته أن يروي عنّي كُتُبي ومؤلفاتي جميعها..».

وفاته ومدفنُه

قضى الشيخ حبيب المهاجر سنواته الأخيرة في بعلبك متنقّلاً بين بيته ومسجده المجاور، حتى وافاه الأجل إثر نوبة قلبية بتاريخ (12 شباط 1965 ميلادية/ 1385 هجريّة)، ونُقل جثمانه الطاهر إلى النجف الأشرف بوصيّة منه رحمه الله تعالى، حيث دُفن في الغرفة السادسة إلى يمين الداخل إلى الصحن الحيدريّ من الجهة الجنوبيّة.

الشيخ حسن شمس الدين

1308هـ _1391هـ
نسبه و دراسته الاولى :

هو الشيخ حسن بن مسلم بن محمد بن محسن بن حيدر بن علي بن حسن بن مكي بن محمد بن شمس الدين بن مكي بن ضياء الدين أبي المعالي علي بن شمس الدين محمد بن مكي العاملي المطلبي الهاشمي الجزّيني المعروف بالشهيد الاول  المنتسب الى سعد بن معاذ سيد الاوس و الخزرج.

تربى في بيت عريق بالمجد و الشرف بقرية زوطر الغربية من اعمال النبطيه ,وفيها نشأ و ترعرع و أخذ المبادئ الاولية  من الكتابة و القراءة  على والده الشيخ سليم شمس الدين ,الذي انتقل به الى بلدة حناويه قضاء صور,وكان ذلك في عام 1321هـ ، فتتلمذ بادئ ذي بدء على المرحوم  الشيخ ابراهيم عز الدين , صاحب المدرسة الدينية آنذاك , فقرأ بعض المقدمات كالنحو والصرف و المنطق و البلاغة .

وكان المرحوم والده صاحب مدرسة يعلم فيها القرءان والخط,و عندما زار حناويه  احب اهلها فتزوج من كريمة احد المؤمنين من آل تاج الدين رزق منها اولاداً  اشهرهم الشيخ حسن و الشيخ زين العابدين فجعل والدهما من حناويه محل اقامته و بذلك سنحت الفرصة لولده الشيخ حسن ان يلتحق بمدرسة حناويه الدينية كما ذكرنا .

وكان نعم الطالب المكب على الدرس و كثيراً ما شجعه أستاذه و حثّه على المتابعة في التحصيل مبشراً إياه في مستقبل زاهر لانه كان المجلّى بين أقرانه ثم طُلب الى عكا للامتحان فاجتازه بسهولة لثقته بنفسه على البحث و المواظبة .

ولذا فقد اعفته الدولة التركية من الخدمة العسكرية ,و اخيراً رأى ان الهدف المنشود لا يبلغه الاّ بالهجرة الى النجف الاشرف كعبة العلم والدين -فهاجر اليها سنة 1330ه دون ان يعلم به احد حتى ابويه,وساعده على الهجرة طموحه الواسع و رغبتع المُلّحة الى طلب العلم ,و اصطدم بعقبات منذ السنة الاولى  من دخوله العراق, و كان لصبره الفضل الاكبر في البقاء هناك.

هجرته الى العراق و دراسته :

وفي العراق التحق بالجامعة النجفية و تتلمذ على نخبة من العلماء الاعلام  نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر ,الميرزا حسين النائيني  والسيد ابو الحسن الاصفهاني و الشيخ ضياء الدين والميرزا الشيخ كاظم الشيرازي .

وما ان قضى حوالي عشر سنوات حتى كان من المبرزين بين العلماء الافاضل ,لما يمتاز به حدة الذكاء و سرعة الحافظة ,وظل مثابراً على التحصيل الى ان نال درجة الاجتهاد.

العودة الى الوطن :

ونظراً لرسائل النخبة من وطنه والحاجة الماسة اليه جعلته يلبي النداء بالرجوع الى وطنه سنة 1347هـ بعد ان مضى عليه في النجف الاشرف زهاء سبعة عشر عام غرف خلالها من مناهل العلم ما يؤهله ان يكون في الرعيل الاول من العلماء, وقد منحه اساتذته الشهادات العلمية العالية التي لم ينل مثلها الا القليل من العلماء .

ويحسن بنا ان نذكر انه صار للشيخ الجليل عند رجوعه الى وطنه استقبال كبير .

كانت حناويه و جوارها تنتظر وصول الشيخ العائد من هجرته العلمية  على مشارف البلدة ,مزينة بالاعلام .

مرتلة اهازيج الفرح لاستقبال عالم كبير جاء يعيش بين ظهرانيهم,يبين لهم امور دينهم ودنيانهم و يفض نزاعاتهم بالحكمة والرضا فالمنطقة كانت متعطشة آنذاك لامثاله بعد فقد عدد كبير من علمائها المجتهدين ….

ومما يحسن ذكره ان الشيخ حسن درّس في النجف الاشرف وتخرّج على يده جيل من العلماء  الافاضل اقطفوا أثره وسلكوا مسلكه حتى اصبحوا في طليعة العلماء البارزين ,اضف الى ذلك انه كان يتحلى بالصفات الحميدة وهو مثال في العفة والكرم.حريص اشدّ الحرص على توجيه المجتمع التوجيه الصحيح,وكان وصولاً للرحم ولاصدقائه على الغم من كبر سنه.

ولم تقتصر جهود الشيخ الجليل على الارشاد والتبليغ واصلاح ذات البين ,بل تعدّاها الى تأّسيس جمعيّة خيريّة تعنى بشؤون المساجد في المنطقة لما لهذه المساجد من حاجة الى ترميم او تأهيل ,ولكن سير هذه الجمعية توقف بعد انتقاله الى عالم البقاء.

سيرته الطيبة :

عاش الشيخ حسن شمس الدين حياة زاهرة بالمبرات زاخرة بالتقى والعبادة ,عزوفاً عن مفاتن الحياة ,قضى كل عمره في خدمة الشعب  يحل مشاكله الصغيرة منها والكبيرة ,كما تعترف بذلك منطقة جبل عامل ,ولم تتح له الفرص ليؤلف ويصنف لان مشاكل ابناء وطنه كانت وقفاً عليه,فيحلها بما عرف عليه من حلم واسع وارادة قوية,وكانت بلدة حناوية تؤمها الناس منذ اربعين سنة للاستنارة برأيه واصلاح ذات البين حتى سميت حناويه بأُم القرى ,وله مواقف مشرفة يشهد لها القريب والبعيد,ا تأخذه في اظهار الحق لومة لائم,وكان محب للفقراء وملاذ الضعفاء  يستجيب لهم و يتحسس الامهم ,وكان بيته ملتقى العلماء الافاضل  من عراقيين و ايرانيين و لبنانيين,وكان بينهم حكماً فيما يختلفون فيه من المسائل الفقهيّة لما يعرفون عنه من الفضيلة وسعة الاطلاع و دقة النظر وقوة الحجة والبرهان.

وفاته:

وهكذا ظلّ في بلده و منطقته يمارس رسالته الروحيّة على اكمل و جه الى  ان وافته المنيه صباح الثلاثاء  9 ذي الحجة 1391ه الموافق 25 كانون الثاني 1972م  بعد عمر يناهز الثانية والثمانين .

انتقل جثمانه الى النجف الاشرف  مع وفد علمي  حيث دُفن بجوار مرقد الامام علي عليه السلام عصر الخميس 11 ذي الحجة 1391ه الموافق 28 كانون الثاني 1972م وصلّى عليه الامام الشاهرودي بالصحن الشريف مع عدد كبيى من العلماء العراقيين والعمليين.

اُقيم للشيخ للشيخ الجليل مجالس عزاء في النجف الاشرف عن ورحه الطاهرة  مُدّة اسبوع كامل جمع غفير و في مقدمهم,العلماء  تليت فيها سيرة سيد الشهداء عليه السلام,وقد اقام كل من الامام السيد الخوئي والامام الشهرودي فاتحة عن روحه الطاهرة اتسّمت بالحزن بالحزن والاسى لفقد واحد من رفاقه المجاهدين.

كما اقيم له في الذكرى السابعة والاربعين حفل تأبيني في حناويه حضره عدد كبير من العلماء و الزعماء والشعراء  كما حضرته وفود شعبيّة كثيرة من المنطقة و خارجها.وانهالت على اثر ذلك الرسائل والبرقيات معزّية اخاه الشيخ زين العابدين  وأبنائه وآل شمس الدين  بوفاة عالم كبير  ترك وفاته حُزناً كبيراً في وفاة عارفيه.

وبوفاة هذا العالم الربّاني ,انطوى علم من اعلام الطائفة الشيعية في جبل عامل كان له دور بارز في ترويج  أحكام الدين و نشر تعاليمه القيّمة.

الشيخ أسد الله الصائغ

سيرة الشيخ أسد الله الصائغ
دراسته الاولى و سفره الى العراق:

هو ابن الشيخ عبد الرسول بن الحاج باقر بن محمد بن علي بن محمد بن ابراهيم بن علي بن محمد المعروف بالصائغ العاملي الحنويهي ،ينتسب الى العلامة المحقق الشيخ اسد الدين الجزيني شيخ الشهيد الاول وعم ابيه وابو زوجته.

قرأ الشيخ اسد الله بادئ ذي بدء ,على الشيخ محمد علي خاتون في مدرسة جامع المصلى في بلدة جويّا ، وفي حدود عام 1279هـ,سافر مع اخيه الشيخ عبد اللطيف الى العراق لطلب العلم ,وهناك درس الشيخ اسد الله فلى عدّة اساتذة، منهم السيد هادي صدر الدين العاملي الكاظمي الذي كان يثني عليه و يصفه بالفضل والاجتهاد، وبعد مُدة توفي اخيه الشيخ عبد اللطيف في النجف الاشرف،فأرسل اليه والده الشيخ عبد الرسول بالحضور الى جبل عامل ،فأبى ان يحضر الاّ بعد درجة الاجتهاد ولكنه حضر واحضر معه عدّة كتب وسكن حناويه، بقيّ فيها نحو تسعة اشهر اصيب خلالها بمرض السل فتوفي في حياة ابيه.

مؤلفاته:

وجد في دار الشيخ اسد الله  بعد وفاته خزانة أخفيت بالحائط فيها كتب كثيرة تُلفت جميعها مع مرور الزمن.
ظهر الشيخ اسد الله مؤلف في الحج وهو استدلالي وعليه تقاريض عديدة من الشيخ ياسين الكاظمي والشيخ محمد حسين الكاظمي والشيخ محمد طه نجف والسيد محمد الهندي وكان تقريض السيد الهندي للكتاب عام 1285ه وله ايضاً مُصنفان احدهما بالخمس جمع فيه الشوارد والنوادر والاخر بالنحو.

للشيخ اسد الله رساله في العروض بخطّ يده وجدت في جامع المصلى في جويّا الذي كان يتعلم فيه,يقول في آخرها،تمتّ قي جامع المصلى في جويّا ،جعلها الله معمورة بالعلوه آمين.

أقوال العلماء فيه:

ذكره المرجع الشيعي في القرن الرابع عشر ,الشيخ محمد طه نجف في اجازاته على بعض مصنفاته فقال:

“وبعد فلقد نظرت في هذا الكتاب فوجدته بحراً زاخراً,وبدراً في الهداية كاملاً فاخراً ,فلقد حقق وأجاد واتقن وأفاد وزاد على ما يراد,وبلغ في نظري رتبة الاجتهاد”.

وذكره علم الاعلام المحققين,وزعيم الفضلاء المدققين,شيخنا الشيخ محمد يس,في اجازته له على ذلك المصنف فقال فيما قال:

“ليت شعري ما عسى ان يقول الناظر بعدما جمع فيه ما لم يخطر لغيره بخاطر,الا انه كم ترك الاول للاخر “.

وذكره العلامة الحبر الفهامة الستعد سيد محمد الهندي في اجازته له على الكتاب المذكور:

“ولقد وددت ان يكون مثل هذا الكتاب لديّ,استعين به واستفيد منه,فإن مضنفه في غاية الاعتدال وجودة الذهن والاستقامة .كما علمته بطول زمن الصحبة”.

وذكره غيرهم فقال فيما قال:

“……..قد بلغ من مراتب الاجتهاد ما لا يفوقه بين امثاله ,وانه ركن من اركان الدين,يلزم طاعته على المسلمين,ومع ذلك فأين ما كتبه مما هو في ظهر قلبه ,فإن ما تكلم معه ,واكتسب العلوم من عنده ,رآه كتاباً ناطقاً جامعاً,تستصغر مؤلفاته في جنب محفوظاته ومكنوناته,استصغار القطرة في جنب البحر والذرّة في الهواء
(انتهى ما حرره العلماء).

لم يذكر المؤرخون متى ولد الشيخ اسد الله ومتى توفي ,ولكنه ذُكر في اعيان الشيعة مج3  ص285  أته كان على قيد الحياة عام 1285ه.

الشيخ ابراهيم يوسف خاتون

إبن الشيخ يوسف خاتون الجدّ الاول لعائلة خاتون في حناويه
1290_1365ه

الشيخ يوسف خاتون الجدّ الاول لعائلة خاتون في حناويه :

في النصف الاول من القرن التاسع عشر اتنقل هذا الجدّ الجليل من جويّا الى بلدة حناويه كعادة اقرانه من العلماء الرحّالة الذين كانوا يجوبون البلاد لتبليغ دينه وتعزيز اواصر الصلة بين الناس  وعاش بقيّة عمره في هذه البلدة ومات فيها ودفن في التربة القديمة للبلدة “الساحة العامة للبلدة “.

وبانتقاله الى حناويه تفرعت منه اسر كثيرة كان منها فضلاء,رحلوا الى دار البقاء كما رحل غيرهم من قبلهم. نذكر منهم:

الشيخ ابراهيم يوسف خاتون:

درس هذا الشيخ الجليل العلوم العربية والفقه والاصول على المرحوم الشيخ ابراهيم عز الدين,وكان صاحب مدرسة علّم فيها القرءان والخطّ,  ويذكر البعض انه ارسل كتاباً الى والي صور في زمن الحكومة التركية  فأعجب بخطه الى حدّ امر بتعليقه على باب المحكمة…تخرّج على يديه جيل من الشباب  وكان مهاباً سديد الرأي, ذا خطّ قرآني جميل,عاش حياة هادئة ملؤها الزهد والقناعة, وكان كاتباً لحناويه وجوارها يدون الحجج والمعاملات.

مات ودفن في حناويه عن عمر يناهز الثمانين عام “رحمه الله”.

الشيخ محمد حسين شمس الدين

 1926_1993م
هجرته الى النجف الاشرف ودراسته فيها:

ولد الشيخ محمد حسين بن الشيخ زين العابدين شمس الدين عام 1926م في بلدة حناويه من اعمال صور,وعندما هاجر والده الى العراق لطلب العلم الديني ,سافر معه و هو طفل صغير ,نشأ في النجف الاشرف كعبة العلم والدين,نشأة طُبعة على الايمان ,درس على والده الجليل,وعلى السيد عبد الرؤوف فضل لله والسيد علي شبر والشيخ عبدالله نعمة الدروس الاولية,اما المراحل العليا فقد درسها على كبار المراجع الدينيه في عصره امثال السيد الخوئي والسيد محسن الحكيم الطبطبائي.

عودته من العراق:

عاد الشيخ محمد حسين الى لبنان برفقة والده في اوائل الخمسينات,وكانت اقامتهما في بلدة البازورية قضاء صور,وبعد مُدة وجيزة انتدب الشيخ محمد حسين ليكون اماما لبلدة كيفون من اعمال عاليه,فإنتقل اليها وعاش مع ابنائها مدة طويلة كان فيها العالم و المرشد,حتى وافته المنية عام 1993م.

مؤلفاته و وفاته:

للشيخ محمد حسين اسلوب جيد في الكتابة,وله مقالات عدة نشر بعض منها على مجلة العرفان الصيداوية,والبعض الاخر على صفحات بعض الصحف اللبنانية خاصة جريدة “لسان الحال” في الستينات,وله قصائد وجدانية واجتماعية فقدت بعد موته,وله كتاب بعنوان “العذراء البتول” يتحدث فيه عن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام طبع في حياته قدم هذا الكتاب الشيخ عبدالله العلايلي بكلمة قيمة وله ايضاً كتاب بعنوان “من هنا المنطلق” طبع ايضا في حياته,كما ان له مقالات متسلسلة بعنوان “رسائل الى اخي” اشار فيها الشيخ الى عدة نقاط مهمة تتعفق بالنجف الاشرف.

وهذة المقالات نشرت في السابق على صفحات مجلة العرفان الصيداوية وكان من المتوقع طبع هذة الكلمات في كتاب مستقل تحت عنوان ” صفحات بين العراق ولبنان” ولكن وفات الشيخ محمد حسين حالت دون ذلك,وكانت وفاته في بيته في مدينة صور حيث دفن في جبانتها في موكب تشييع مهيب جمع العديد من العلماء و وجهاء المنطقة. وبموت هذا الشيخ خسرت بلدة كيفون وجوارها شيخاَ جليلاً وعالماً فاضلاً عاش زمناً طويلاً بين اهلها يرشدهم ويعلمهم احكام دينهم.

اسلوبه في الكتابة:

تبينّ من مقالة كتبها الشيخ محمد حسين شمس الدين ,وهو يتحدث فيها عن العلم ,قدرته على الكتابة و ذلك بأسلوب سهل و شيق فيقول:

” كان للعلم دولة عند العرب رفيعة العماد,وارفة الظلال,بعيدة المدى,سيما عند الضاربين في انحاء الارض,بحثاً عما اودعتها الطبيعة من الاثار,المتطلعين الى السماء استكشافاً لما فيها من الاسرار,علاوةً على الكنوز الثمينة.المودوعة في كتاب الله القرءان الكريم-المعجزة الخالدة-فلم يدع علماؤنا-مثل الرحالة البهاء العاملي,والرحالة الحُر-علماً وان لهم فيه يداً ثابتة,ولا بحثاُ والا فيه قدم راسخة فضلاُ عن علو كعبهم في العلوم الفلسفية والدينية والرياضية,وما امتازوا به من بديع الصناعات وغريب الفنون,واساليب التجارة والزراعة.

وكان العلم مرافقاً لهم في كل ارض وطؤوها,وكل بلادٍ اقتحموها وفتحوها,حتى بلغت حضارتهم اقاسي اسيا وإفريقيا واوروبا,فإقتبسوا علوماً عالية وفنون جميلة. نالوا ذلك بواسطة السفر في سبيل الله,ومن اجل بث العلم ونشر الفضيلة في مختلف البقاع و سائر البلاد النائية وكان الله معهم”.

أقيم للمرحوم الشيخ محمد حسين ذكراه السابعة وذكرى “الاربعين” حفل تأبيني في صور وفي بلدة كيفون جمع عدداً من العلماء والادباء و وجهاء المنطقة القيت فيه الكلمات والخطب مشيّدة بمآثره الحميدة.

الشيخ زين العابدين شمس الدين

مولده و نشاته :

هو الشيخ زين العابدين بن سليم بن محمد بن حسن بن حيدر بن حسن بن شمس الدين بن مكي بن ضياء الدين ابي المعالي علي بن شمس الدين محمد بن مكي الشهير بالشهيد الاول.

ولد في زوطر الغربية من اعمال النبطية من قرى جبل عامل عام 1319هـ وقيل سنة 1320هـ ثم انتقل به ابوه الى بلدة حناويه وهو صغير السن فنشأ هناك بين ظهراني ابنائها، ولما كبر ، تعلم القراءة والكتابة و شيأً من الدروس الاولية. في مدرستها الدينية على عهد مجددها العلامة الشيخ ابراهيم عز الدين.

هجرته الى النجف الاشرف:

وفي سنة 1344هـ(او 1346هـ ) هاجر الى النجف الاشرف ، بطلب من اخيه  الشيخ حسن و تتلمذ على كثير من العلماء الكبار هناك منهم: شقيقه الشيخ حسن شمس الدين ، والشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء ، والسيد محسن الحكيم ، والسيد ابو الحسن الاصفهاني والشيخ محمد رضا الخراساني وغيرهم….وقد لازم تبحاث هؤلاء الفطاحل مدة طويلة حتى حاز قصطاً وافراً من العلم وكان مميزاً بذكائه بين اقرانه، وهو من الصلحاء والاخيار المعروفين بدماثة الاخلاق  وحسن السيرة والسريرة ، وكان يمتاز بالروحانية والوقار والهيبة والرزانة ولين الجانب ، والى جانب تضلعه بالعلوم الدينية ، كان له المام بالجغرافيا والتاريخ والسياسة، والاطلاع على قضايا الناس وامورهم….وهو بالجملة انيس كل جليس، آثر الكتمان على الظهور وقنع ان يسكن زاوية من زواية النجف الاشرف ، وهذه صفة الزاهدين والقانعين العابدين وهو الى جانب ذلك عالم وفقيه بلغ درجة الاجتهاد .

وامره بالعلم والفقه اشهر من ان يبين، وحسبك كما ذكر الشيخ محمد رضا قول شيخنا الجواد “هو في النجف الاشرف اعلم العلماء العامليين فكيف لو مضى لبلاد جبل  عامل”.

تلامذته:

كان الشيخ زين العابدين اعلى الله مقامه في دار الكرامة احد مدّرسي كلية النجف الاشرف البارزين و قد تخرج على يديه العدد الوافر  من العلماء العراقيين منهم:الخطيب السيد حسن القبانجي  والشيخ الشمساوي  والشيخ احمد الدجيلي والسيد محمد حسين الصافي والشيخ باقر القرشي واخوه الشيخ هادي والسيد آغا حسين نجل المرجع السيد ابو الحسن الاصفهاني  ومن اللبنانيين : الشيخ عبد الحسين نعمة والسيد عبد الكريم نور الدين والسيد محمد علي الامين والسيد جواد الامين و غيرهم .

عودته الى لبنان:

ولما كان اهالي البازوية من اعمال صور بحاجة ماسة الى من يرشدهم ويعلمعم احكام دينهم فقد اجتمع مؤمنو هذة البلدة  و كتبوا لمراجع النجف الاشرف يومئذٍ وهم السيد محسن الحكيم والشيخ محمد رضا آل ياسين والسيد عبد الهادي الشيرازي والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ، يطلبون منهم تكليف الشيخ زين العابدين شمس الدين بالحضور اليهم.

وتلبية لدعوتهم وحاجتهم الى ما يرجون اليه في حلّ مشاكلهم وتعليمهم امور دينهم، فقد قام هؤلاء المراجع بدورهم في تكليف واداء الرسالة وكان جواب الشيخ بالقبول والايجابة.

وفي سنة1368هـ لبى الشيخ الراحل الدعوى و عاد الى وطنه الام، وقد صار له استقبال حاشد من قِبل اهل العلم والفضل من ابناء منطقته على مشارف بلدة البازورية التي نزل بها مع عائلته، وفي هذه البلدة قام الشيخ الجليل بوظائفه الدينية عل اكمل وجه و اصبح مرجعاً لابناء المنطقة لما عرفوا عنه بالزهد والعلم والورع، كما يجدر بنا ان نذكر ملازمته للشيخ موسى عز الدين ومساعدته في تأسيس المدرسة الدينية في صور والتدريس فيها لفترة طويلة من الزمن….كان يدرس فيها الفقه  والمنطق والمعاني والبيان، تخرج على يديه الكثير من العلماء الافاضل نذكر منهم على سبيل المثال  لا الحصر الشيخ حيسن سرور، الشيج مصطفى زبيب، الشيخ حسن حريري، الشيخ عبد المنعم مهنا، السيد ابراهيم  ابو الحسن والشيخ محمد عسيران و غيرهم…

والحق يقال ،  ان الشيخ زين العابدين كان له الفضل الاكبر واليد الطولة في تأسيس المدرسة الدينية في صور وجعلها منارة لجبل عامل تخرج العمائم البيضاء والسوداء لتكون على مر الاجيال سياجاً للدين الاسلامي ومنطلقاً لنشر مبادئه القيمة.

وممن ترجم له مؤلف “نقباء البشر في القرن الرابع عشر”في الجزء الثاني ص 108,وقد توفي رحمه الله على اثر نزلة صدرية سنة 1395هـ ودفن في بلدة البازورية مشيعاً بالدموع والحسرات من قبل عارفي فضله و علمه….

اقيم للراحيل الكبير في البازورية قضاء صور احتفال كبير في السابع وفي ذكرى الاربعين ، جمع العلماء والادباء والوفود الشعبية ،اثنى الخطباء فيه على جهود الشيخ الجليل وعلى ما كان يتحلى به من المزايا الطيبة التي تليق بالعلماء الكبار امثاله ، وعلى دأبه المتواصل في التدريس رغم الظروف القاسية التي مرَ بها.

الشيخ عبد الرسول الصائغ

المتوفي 1349هـ

حياته:

هو ابن الشيخ عبد المطلب وابن اخ الشيخ اسد الله الصائغ. عاش حياته في بلدة حناويه محفوفاُ بالتقى والايمان ولا زال بعض المعمرين يذكره ويذكر بعضاً من سيرته، زكان بيته مدرسة تعلم  فيها الكثيرون قراءة القرءان والحساب والخط، على الطريقة القديمة لفترة طويلة ، كما انه دعي الى بلدة شمع للبقاء فيها ، للمهمة نفسها فبقي فيها سنة كاملة رجع بعدها الى حناويه وعاش بقية عمره فيها الى ان وافاه الاجل عام 1349هـ ودفن في مقبرتها…

نماذج من شعره

كان الشيخ عبد الرسول اديباً و فقيهاً و شاعراً من شعراء جبل عامل  مرهف الحس ، فما من حادثة تمر الا وله فيها شعر  شأن بقيّة الشعراء الموهوبين ، ومما يجدر ذكره ان احد اقاربه يدعى امين طالب، مهنته قصاب يسكن بيتاً سقفه من تراب وخشب، كما كان وضع البيوت في ذاك الزمن الصعب زاره يوماً الشيخ عبد الرسول في فصل الشتاء  فرأى سقف البيت يدلف ، ورأى الصحون الموضوعة  قبالة الدلف يتساقط عليها الماء  فمن باب الفكاهة والظرافة صور الشيخ عبد الرسول هذا المشهد تصويراً جيداً في قصيدة قال فيها:

عم الشتاء كأن الماء اجمعه               قد صب ينبوعه من قبة الفلك
وانحل من نطاق الزجر فأندفعت         امواجه فخشينا ثورة الهلك
والدلف عم لدينا  وهو منطلق           حتى الصحون جرت بالدلف كالفلك
ما ظل من حائط الا و دمره                كأنه بطل في يوم معترك
واستل من جيبه مديا و امال بها        نحو البنبن فخروا خشية الوعك
فتلك ماديته لا حي حاملها              صيغت من خشب الخروب والتنك
كم مزقت جلد عنز وهو يسلخها       فليتها منه بين النحر والحنك

الشيخ رضا محمد خاتون :

درس العلوم العربية و الدينية و القرآن على عمّة الشيخ ابراهيم خاتون و كان له حظ وافر من الادب والشعر وكان اكثر اشعاره في الرثاء بالاضافة الى الخطّ الجميل وكان قارئاً للسيرة الحسينية العطرة طوال حياته.

يجول في القرى خدمة للحسين عليه السلام و تبليغاً لقيم الدين  الحنيف وتعزيزاً لاواصر الصلة بين الناس وخصوصاً بين الارحام حيث كانت صفة بارزة في شخصيته حيث كان دائم التواصل  مع ارحامه على صعوبة التنقل في زمنه ,ومن جملة صفاته البارزة انه كان طيب الحديث والمعشر لين الجنب رحيماً لمن اساء اليه …

وكان شيخاُ لبلدة السماعية يتردد عليها بصورة دائمة يرجعون اليه في شؤونهم الدينية بل والدنيويّة لثقتهم برأيه السديد.

درّس القرءان واللغة العربية والخط العربي في حناويه وجوارها وتخرّج على يديه الكثير من ابناء بلدته و جوارها.

اوفاه الله سنة 1974م، حيث شارك في اسبوعه العلماء والشعراء تأبيناً لرجل عاش حياته في خدمة الحسين عليه السلام والعمل الديني .

دفن في بلدته حناويه بجوار ابنه المرحوم حسين والد الشيخ شوقي خاتون الذي يتولى اليوم امامة البلدة في شؤونها الدينية والاجتماعية وتبركاً بسيرته دفن حفيده الشهيد اكرم خاتون بالقرب منه وهو الذي قضى شهيداً بالذود عن المسلمين والدفاع عن ارض الوطن الحبيب بالقرب من الحدود اللبنانية الفلسطينية المغتصبة.

الشهيد الشيخ علي عبد الحسين خاتون

ولد الشيخ خاتون عام 1961 في حناوية، قضاء صور. بدأ دراسته الدينية عام 1976، ثم التحق بالحوزة العلمية في النجف الأشرف عام 1977 وتتلمذ فيها على يد السيد عباس الموسوي. وعام 1978 اضطر العودة نتيجة إرهاب صدام حسين، وأكمل دراسته الدينية في حوزة بعلبك وأصبح استاذاً فيها. عام 1982، أصبح اماماً لبلدة البزالية لغاية 1987 وتسلّم خلال هذه الفترة مسؤوليات في صفوف “حزب الله”. بعدها انتقل الى حناويه اماماً ومارس التدريس في الحوزة العلمية في صور، كما شغل منصب عضو مكتب الوكيل الشرعي للامام الخامئني في صور منذ تأسيسه.

كان لنشئة الشيخ علي خاتون رحمه الله في بيئة مؤمنة طيبة..اثر كبير في توجهه الى طلب العلم الذي كان يتوق اليه منذ نعومة اظافره وقد وفقه الله تعالى بعد ان بدأ بطلب العلم في صور ..الى السفر لمتابعة التحصيل العلمي في النجف الاشرف وذلك في شهر شباط سنة 1977 حيث بدأ بدراسة النحو والفقه هناك وقد انشغل بتحصيل العلوم رغم ان سنه لم يتجاوز السادسة عشر …وكان يسليه في تلك المرحلة انه كان بجوار امير  المؤمنين عليه السلام حيث كان يواظب على زيارة الحضرة المشرفة بشكل يومي تقريباً … ولم يكن يخطر بباله كما رفاقه….أنه سيأتي فيه اليوم الذي يضطرون فيه الى مغادرة النجف الاشرف  قسراً وتحت ضغط النظام الظالم آنذاك فكان ان ارتحل مع المرتحلين  الذين كانت محطتهم التالية لبنان  وفي مدينة بعلبك بالذات  حيث اكمل دراسته ..وفي نفس الوقت تمكن من ان يفرض نفسه وبمؤهلاته العلمية كأحد ابرز الاساتذة في الحوزة العلمية ..وكأحد ابرز المبلغين في منطقة البقاع.

وهنا نسجل لفقيد العلم الشيخ علي خاتون رحمه الله ان تلك الفترة من الاعداد  كانت تمشي جنباً الى جنب  مع الاهتام الشديد في الجانب التبليغي لرسالة الاسلام المحمدي الاصيل وخصوصاً انه تلقى علومه وتوجهاته من استاذه الكبير سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي (رضوان الله عليه) الذي كان يوجهه الوجهة الصحيحة سواء على مستوى العلم والتحصيل …ام على مستوى التدريس و التبليغ وقد ترك فقيدنا المجاهد اثراً طيباً سواء على مستوى طلابه في الحوزة العلمية الذين كانوا يرونه معلماً ومربياً ..واخاً وناصحاً لهم..او على المستوى الشعبي حيث شهدت له مجموعة من البلدات  البقاعية صولات و جولات جعلته يدخل من باب اخلاقه الطيبة الى قلوبهم ..

الى ان اضطر الى ترك الحوزة وذلك بسبب الهم الذي كان يعيشه منذ البداية وهو هم بلدته التي غادرها صغيراً  وهو يمني النفس ان يرجع اليها  في يوم من الايام ليعطيها من نفسه ووقته حتى يختم حياته فيها .. وكان ينظر الى التبليغ في بلدته من خلال المصلحة الاسلامية والانسانية الكبرى حيث ترك كثيراً من العناوين والاعتبارات ليكون بين اهل بلدته الطيبين ..

ليعيش معهم حلو الحياة و مرّها..رغم الالم الشديد الذي كان يعتصر في قلبه حزناً على فراق الاحبة في البقاع الذين بدورهم الامهم ان يبتعد عنهم ذاك العالم المجاهد و كان ينظر الى هذه المسألة على اساس و منذ البداية كان يريد العودة الى بلدته وهو قادر على حل المشكلات التي ممكن ان تحصل …ويكون محوراً في ايّة حركة تغييرية في البلدة نحو الافضل ..

ولانه حمل و منذ البداية همّ العلم والتبليغ في آن لذا اصبح احد الاساتذة الاساسيين في المدرسة الدينية في مدينة صور وركناً من اركان التبليغ في المنطقة ايضاً ..ولانه يحمل هم الاصلاح والارشاد في الاوساط الاجتماعية كان يسارع الى رأب الصدع ..وجمع الكلمة ..حتى اصبح جسده على صغر سنه نسبياً مثقلاً ومتعباً ..وكان يرضى مع ذلك بقضاء الله تعالى فهذه مشيئته عز وجل ..لذلك لم يلجأ الى حياة الدعة و السكينة ..بل ظل يتتبع اخبار بلدته مخافة ان تكون هناك مشكلة تحول بينهم و بين وحدة الكلمة ..

ويشهد اهل البلدة والبلدات المجاورة له على انه اصبح محوراً اساسياً من محاور الاصلاح في المنطقة ..

برحيل الشيخ علي خاتون ..رحل الجسد وبقيت الروح المفعمة بحب الله ..وحب الناس ..وتلك ميزة كان لها دور كبير في صياغة شخصيته الطيبة فهو قد اراد الله من خلال الناس وليس من خلال العزلة عنهم وحقق ما اراد.

وكما كان في حياته مثالاً لطالب العلم المثابر وللمدرس  الناجح..وللمبلغ الفاعل ..تحول بعد وفاته وارتحاله لله تعالى .الى مثال للعالم الذي كان رضا الله تعالى هو الذي كان يدفعه في حله وترحاله..في حضره و سفره ..فطوبى له وحسن مآب.

الشيخ ابراهيم عز الدين

1276هـ – 1332هـ

مولده و دراسته:

هو الشيخ ابراهيم بن الشيخ حسن بن الشيخ محمد علي عز الدين ،أبصر النور في حناويه قضاء صور 1276هـ نشأ في بيت عريق بالعلم و الفضل ، درس النحو و الصرف و المعاني والبيان بادئ ذي بدء، على جده المرحوم الشيخ محمد علي و في المدرسة التي اسسها في حناويه ،و عندما التحق هذا الجد العظيم بالرفيق الاعلى ، اقفلت هذه المدرسة ابوابها،فانطوت بذلك صفحة اشرقت بأنوار العلم و المعرفة …

عندها سافر الشيخ ابراهيم مع ابن عمه المرحوم الشيخ كاظم الى العراق، ليلتحق بجامعات النجف الاشرف  عام 1302هـ ، ليروي عطشه الى نيل المعارف الدينية ، وهناك درس الفقه و الاصول  على اكابر العلماء في عصره ، منهم السيد محمد علي الهندي و امثاله من مشايخ التقليد البارزين ، حتى اصبح من خيرة العلماء الافاضل المعروفين بالعلم و الفضل .

وبعد مضي ست سنوات  على اقامته بالنجف مكبا على الدرس و التحصيل فوجئ بوفاة والده السيد حسن فقفل راجعاً الى حناويه ليقوم مقام المرشد الى ابناء منطقته وليجدد عهد جده المرحوم بالمدرسة، التي ما ان اشرعت ابوابها حتى تهافت علها الطلاب من كل حدبٍ و صوب، فبلغ عددهم التسعين و قد بلغ من هؤلاء الطلاب الاجتهاد فيما بعد ، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر ,الشيخ حسين مغنيه الشيخ عبد الحسين حدرج، الشيخ علي زغيب ، الشيخ موسى عز الدين، السيد محمد يحيى الشيخ حسن شمس الدين و شقيقه الشيخ وين العابدين، وكان رحمه الله عالما عاملا و كان محققا و مدققا  جليل القدر ينظر الى الدنيا بعين الزهد و الورعو كان خشناً في ذات الله قوياً على العبادة صائماَ نهاره قائماً ليله يشهد له بذلك القريب والبعيد من ابناء جيله. وكان متوقد الذكاء شديد الرغبة منذ نعومة اظافره طلب العلم.

وفاته:

وبعد صراع من المرض ، التحق الشيخ الجليل الى جوار ربّه 1332هـ ، و دفن في مقبرة حناويه قرب جدّه المرحوم الشيخ محمد علي.

و بموته انطوى علم من اعلام الدين و اقفلت المدرسة الدينية ابوابها في وجوه الطلاب و هي التي اسسها المرحوم جدّه و كان يشع نورها على تلال عاملة و جوارها في ذلك العصر الذهبي و عمره انذاك سبع و خمسون عاماً.

الشيخ محمد رضا شمس الدين

1929_1958م

سيرة طيبة و جهاد علمي متواصل

“لا يَخفى على قاطبة المسلمين أن جناب العالم العلامة الفاضل الفهامة الشيخ محمد رضا العاملي ممن صرف برهةً من عمره وشطراً من دهره في تنقيح المباحث الأصولية والفقهية وكان من أصحاب المجاهدة”.

مدرسة البخاري- نجف 16-1370 ذي القعدة

غلام السيد محسن الموسوي الأفغاني

لن نستطيع في هذه الكلمات القليلة ان نحيط بحياة الشيخ محمد رضا شمس الدين “رضوان الله عليه”,الحافلة بالعلم و الجهاد,ولكننا ينحاول ات نقدم لمحة عن حياته الكريمة,تخليداً لذكراه و اعترافاً بفضله في شتى مجالات العلم و الادب …..عسانا ان نؤدي بفض الواجب الذي علينا بالنسبة لهذه الشخصية  العلمية المجهولة لدى الكثير من الناس ..

نسبه و موطنه

هو الشيخ محمد رضا بن الشيخ زين العابدين المتوفي سنة 1359ه بن الشيخ سليم المتوفي 1342ه في جدّه من ارض الحجاز بن الشيخ محمد بن محسن  بن حيدر بن علي بن حسن بن مكي بن محمد بن شمس الدين مكي العاملي المطلبي الجزيني المعروف بالامام الشهيد الاول المنتسب الى سعد بن معاذ سيد الاوس و الخزرج

شيخنا المؤلف عامليّ الاصل تمتد جذوره الى الشهيد الاول الذي انتشرت ذريته في لبنان و غيره .

مولده و نشأته

ولد الشيخ محمد رضا شمس الدين سنة 1348ه في مدينة النجف الاشرف  في العراق ,تلك المدينة المزدهرة بنوادي العلم و محافل الادب .

و هناك عاش في بيت عريق بالعلم و المجد و الشرف ,فوالداه من اسرة علمائية معروفة ,نشأ تواقاً الى تلقي العلوم الدينية ,و كانت ملامح الذكاء و النجابة ظاهرة عليه منذ نعومة اظافره فأحب العلم و العلماء و شرع في جمع الكتب المخطوطة و المطبوعة ,وهو بعد لم يتجاوز الثانية عشر من عمره.

دراسته و اساتذته

قرأ شيخنا المؤلف على والده و على غيره من الفضلاء الاعلام .وكان من اساتذته في الكفايه الشيخ عبدالله نعمه .وفي  الفرائد الشيخ محمد تقي الفقيه والشيخ حسين معتوق,وفي المكاسب السيد حسن نجراوي و السيد محمد باقر القرشي و السيد باقر البحراني…

و حضرة في ابحاث الخارج على جهابذة العلماء و اقطاب العلم امثال:

الامامين السيد ابو القاسم الخوئي و السيد محسن الحكيم الطبطبائي و السيد علي الفاني الاصفهاني و الشيخ عباس الرميثي .والسيد عبد الهادي الشيرازي.

وكان له مع الشيخ آغا بزرك الطهراني ,علاقة وطيدة و صداقة قوية,وكان كثيراً ما يتردد عليه و على غيره من العلماء البارزين.

وبذلك يكون رحمه الله قد تردد على معظم علماء عصره ,وحضر على مشاهير فقهاء زمانه,وكان يحظى بإعجاب و تقدير كل من هؤلاء العلماء  ,فتألق نجمه و اصبح من العلماء الذين يُشار اليهم في لبنان ..

اثاره و مؤلفاته

كان شيخنا المؤلف غيوراً على الاسلام و مدافعاً عن المسلمين و شيعة اهل البيت عليهم السلام بالقلم و اللسان ,فقد سخر قلمه و لسانه في خدمة  الدين الحنيف منذ الصغر ,وكانت نؤلفاته تساهم في ترسيخ الايمان و تصحيح العقيدة .طبع منها في حياته…

كتب رحمه الله بعض مؤلفاته و هو يومئذٍ لم يتجاوز العشرين عاماً,و مؤلفاته تفوق السبعين ما بين مطبوع و مخطوط..كما ان له جملة مقالات كانت تنشر على صفحات مجلة العرفان الصيداوية ,وغيرها بين الحين والاخر..واليك مؤلفاته “اعلى الله مقامه” المطبوعة في حياته:

  • حديث الجامعة النجفية
  • الزواج المقدس
  • الشيعة والخالصي
  • فلسفة الصلاة في الاسلام : طبع هذا الكتاب في المطبعة العلمية في النجف سنة 1375ه.عالج فيها موضوع الصلاة .واثبت ان تشريع الصلاة تشريع قديم,عقلياً,علمياً ،دينياً و اجتماعياً..من طرق ادلة التشريع و قواعد العلم و الفن و على ضوء اشعة المدنية الحاضرة .

كيفية وفاته:

في الثالث عشر من شهر شوالسنة 1377ه الموافق لسنة 1958م خسر العالم الاسلامي علما من اعلام العلم و الادب البارزين:فثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها شيئ..

لبى المغفور له الشيخ محمد رضا نداء ربه راضياً مرضياً وهو في ريعان شبابه بعد ان افنى عمره في طاعة الله عز و جل و تأدية الرسالة الاسلامية و ذلك بسقوط السرداب عليه في النجف الاشرف,روع هذا الحدث المؤلم النجف الاشرف خاصة و العلم الاسالمي عامة و هو لم يتجاوز الثلاثين من عمره الحافل بالعلم و الجهاد و الدعوة الى الله تعالى و كان لوفاته الاثر البالغ في الاوساط العلمية و الثقافية و في نفوس عارفي فضله,فانهالت البرقيات و التعازي من داخل العراق و خارجه على والده و اسرته مما يدل على منزلته العظيمة  و على عظيم عظيم الخيارة به و هو جهبذ من جهابذة الاسلام النابغين..

نعته مجلة العرفان في عددها الصادر في ايار سنة 1958م و قد جاء فيها:

“وتوفي في النجف الاشرف الشيخ محمد رضا شمس الدين من افاضل الطلبة العامليين في النجف وهو في ريعان شبابه ,واقد اقيم له حفل اسبوع في البازورية في دار والده العلامة الشيخ زين العابدين اجتمع بها الكثير من الوجهاء و افراد الشعب رغم انقطاع المواشلات و اضراب السيارات”

رسالة التعزية بوفاته من ابو القاسم الموسوي الخوئي :

وقد تلقى سماحة والده رتلاً من الرسائل والبرقيات للتعزية ، واول المعزين كان المرجع السيد ابو القاسم الخوئي قدس سره نورد هنا نص هذه البرقية فقط تجنباً للاطلالة:

سماحة العلامة الحجة الشيخ زين العابدين دام توفيقه

بعد السلام عليكم و الدعاء لكم بالخير-يسوؤنا و ايم الله- ان نكتب اليكم هذه الرسالة لنسلوا بها خاطركم عما ألم  بكم من فاجعة مؤلمة بوفاة ولدكم رحمه الله تعالى. يسوؤنا ذلك كما سائتنا تلك الفاجعة  و لكن خير تسلية لكم هو معرفتكم بعاقبة الصبر  و جزيل حقكم من الاجر ..نساله تعالى شأنه ان يلهمكم الصبر الجميل و يشد من جوانحكم على تحمل هذا المصاب ,إنه ولي المؤمنين والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

ابو القاسم الموسوي الخوئي
6 ذي القعدة 1377ه

الشيخ محمد يوسف خاتون

درس على الشيخ ابراهيم عز الدين الفقه والاصول والعلوم العربية والقرأن.وقد نسخ القرأن الكريم بيده تيمناً وتبركاً و لم يفته وقت من اوقات الاذان الا ويرفع صوته مهللاً  و مكبراً ,معلاُ فيه حلول الصلاة من على سطح منزله  رغم كبر سنه.

توفاه الله سنة 1956 و هو يؤدي فريضة الحج و دفن في تلك الديار المقدسة هناك ,ةقد رثاه الشاعر و الاديب المرحوم السيد مصطفى  مرتضى بهذه القصيدة في الذكرى السابعة لوفاته التي اقيمت في بلدته حناويه.

الشيخ أمين حسن تاج الدين

ولد الشيخ امين بن الشيخ حسن تاج الدين في حناويه(صور)سنة 1858م من ابوين كريمين.وتربى في بيت عرف بالزهد والتقى ,ولما كبر تعلم قراءة القرآن على المرحوم والده,في ذالك الوقت الذي قلّ فيه العلم والمتعلمون .

ويجدر بنا ان نذكر هذا الشيخ الجليل خال العلامة الحجّة الشيخ حسن شمس الدين.كان يمدّه بالعون ابان تحصيله العلم الديني في العراق …وعندما رجع الشيهخ حسن الى منطقته والى حناويه كان ملازماً له اكثر الاحيان.آخذاً منه العلم النافع جديراَ بأن يكون مرشداَ لابناء جيله يبين لهم معالم الحلال والحرام  فيما يتعلق بأمور دينهم و دنياهم.

نشاطه الاجتماعي

كان الشيخ امين رحمه الله ذا راي سديد وكلمة نافذة .لا تأخذه في اظهار الحق لومة لائم,لا يفوته اي نزاع الا و يبادر في حله بالحكمة والرضا و كان وصولاً بالرحم يقصد البلد البعيد لزيارة اقاربه .اضف الى ذلك كان ذا هيبة ووقار ,يحترمه ابناء البلدة لما كان يتمتع فيه من خلق كريم وسعة صدر.وقد ذكره العلامة المغفور له الشيخ ابراهيم سليمان(البياض) في كتابه “بلدان جبل عامل”ص 172 وعده من الصلحاء البارزين,وكان ايضاً  يتحفز لعمل الخير ويبادر اليه و كان كثير التردد على بلدة باتوليه المجاورةلبلدة حناويه,يعلّم ابناءها قرآءة القرآن الكريم,ومبادئ الدين ,وكان الى جانب ذلك يحيي سيرة سيد الشهداء الامام الحسين بن علي عليهما السلام في محرم الحرام من كل سنة.

وفاته

انتقل الشيخ امين الى رحمته تعالى على اثر نكسة صحيّة عام 1943م و قد اقيم له اسبوع حافل  في حناويه مسقط رأسه  جمع كثيراً من العلماء والوجهاء من المنطفة و كان له من العمر قرابة 85عاماً.

زر الذهاب إلى الأعلى