أحيت بلدة حناويه ذكرى مرور أسبوع على وفاة الشيخ حسين شمس الدين-أبو سامي في حسينية البلدة بحضور حشد من الفعاليات الدينية والثقاقية والسياسية، حيث قدّم المناسبة الأستاذ بسام بزون بعد تلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم ومجلس عزاء حسيني للشيخ جعفر رشيد..
كلمة الأستاذ بسام بزون في تقديم المناسبة:
”
اليوم يترجل فارس الغربة عن جواد الحياة ليسكت هذا القلب الذي أحب الجميع بكل جوارحه الى الأبد …اليوم نسترجع أيام الغربة حين زرع زهرة شبابه في بلاد الاغتراب بحثا عن لقمة العيش .. في وطن سكنته قوارض السياسة و الاقطاع و نهب المال العام …في بلد كان عرضة للدمار :ل حين و كل حرب قبل ان يعزنا الله برجال يزرعون اجسادهم في الارض الطهر لتنو الكرامة عزا و شموخا .. اليوم يقف هناك في العلى حيث سيجد حبيب قلبه وفلذته شمس الدين وشيخ بلدته ومعهما زنبقة الطفولة ينتظرون قدومه …
اليوم يحمل الشيخ ابو سامي على كتفيه كيس ايامه ويرحل كما عاش بكل هدوء وصمت ….رحل ابو سامي لتبقى ذكرى منه ماثله امامنا تلك الابتسامة و حب الناس …رقل صاحب القلب الذي ظل يختزن حبا لكل من مر في حياته رغم اذية البعض له الا انه ما عرف الا الحب و المسامحة … أه يا عم كم حملت الناس على الاحسن .. و كم خفت الله و كأنك تراه … و انت المؤمن الصابر الملتزم .. كنت الطيب الذي ما عرف في حياته الا الطيبة والبسمة رغم الجراح والآلام …لا زلت اسمعك تتمتم انا لله و انا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم … اراك ترحل في ليل اليل كما تمنيت … بلا ضجيج ولا عذاب لأنك كنت مطيعا لربك قلت للشيء كن. فكان رحيلك كما تمنيت .. ها انا اراك الان و قد احتضنت ولدك شمس الدين و عانقت والدك و اختك و ابناء عمومتك … اراك وقد وقفت تحدث والدي عن احوالنا, آمالنا و آلامنا ..اراك و اراك … و اسأل
لماذا تسكن هكذا بلا حراك: فعلي هنا بقربك يمسك يديك و يقبل وجنتيك ’يناديك و ما اعتاد الا تجيبه حين ينادي .. و سامي الذي حمل وطنه من اسبوع و سافر الى حيث الرزق الحلال لا زالت صورتك و انت تدعو له بالتوفيق ماثلة امام نواظره .. و لطالما كنت تنتظر ان يعودا اليك لتبكي فرحا بهم و … ها أنا اراك الان تقف تدعو لحفيدتيك زهرة و ناديا بالتوفيق و النجاح .. زهرة التي لطالما انصتت لك و انت تدعوا لها بالنجاح في كل مراحل حياتها و استمتعت بدعواتك …… وناديا التي لا زالت تغص بدمعها و هي تناديك … لا زالت ترتمي عند نعشك لا تصدق انها لن تراك مجددا و لن تسمع منك تلك الضحكات ثانية و لن تستقبلها عند باب البيت كعادتك ..و انت الذي تربت على يديك و عرفت الدنيا من خلالك فانت الجد و الاب و الام …
الا يا رب لماذا يموت الطيبون في بلدي ..
لماذا نقتل الف مرة و نحن نودع من نحب ..
لمياء قومي و احضني امك فلا حضن اليه تلجأين .. و انت التي آلمك الرحيل على حين غفلة بلا إنذار و لا مقدمات … فلا زال دمعك حارا فوق بلاط قبر اخيك ,,, و اليوم لمن تصنعين الشاي كل مساء و من تحدثين فيضحك و تضحكين . وذاك الكرسي اضحى وحيدا فارغا عند شرفة البيت ليس من يجلس عليه كل امسية بهدوء و يرتل ايات الذكر الحكيم
و اختك منى كيف تدخل الدار بلا تحية للوالد الذي لا زالت انفاسه في الدار كعطر الورد منتشرة في كل ركن هناك .حيث يجلس كل آذان يتلو كتاب الله … و حيث كانت طاعة الرحمن بسكون في زاوية الغرفة … يصلي صلاته مجبولة بالدعوات لكل فرد من العائلة التي نذر لها نفسه و عمره .. … حتى النفس الاخير …
.. وها أمك الحاجة ام سامي تحدق بكم جميعا ولا تصدق أن رفيق العمر و الدرب قد رحل بلا انذار …لكن كما اراد و أحب ….
تبكي خمسين ربيعا و خمسين شتاء و خمسين صيفا و خمسين خريف …
خمسون عاما و اكثر و هما يدا بيد لا يفترقان .
فرحا معا و معا بكيا
و معا اعادا بناء البيت من ركام حين غادرنا السلام ..
في كل ليلة يسهران معا ..
يخططان لمستقبل الابناء …
و في كل مناسبة كانا معا
في كل لحظة معا لا يفترقان ..
فلماذا يا ملاك الموت تقتلنا .
لماذا تسرق من أعمارنا حلو اللحظات ..
رحل ابو سامي وهو الذي بكى أخيه الشيخ نمر شمس الدين والشيخ باقر و الشيخ جواد وبكى حتى ابيضت عيناه ولده شمس الدين و شيخ بلدته الشيخ علي خاتون و براءة الطفل محمد سلمان حين هوت طائرة الموت في كوتونو … رحل الشيخ حسين الذي ستبقى بسمته ماثلة امام العيون و في القلوب … منه نتعلم كيف نسامح ومنه نتعلم كيف نحمل على الاحسن فلن يضيع لدى الله شيء…كلنا لآدم و آدم من تراب … لروحك الطاهرة الف تحية و سلام …اسكنك الله فسيح الجنان و الهمنا بعدك الصبر و السلوان … لروحك و لروح والدي و للشيخ نمر و زوجته و الشيخ جواد و زوجته و للشيخ علي و زوجته و لامواتكم و اموات الحاضرين نهدي السورة المباركة الفاتحة مسبوقة بذكر الصلاة على محمد و آل محمد.”