Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

ابن حناويه الدكتور عماد سلمان يحارب سرطان الأطفال، ويتألق !

المدير الطّبي في مستشفى "جوليسانو" للأطفال الذّي يضفي روح الدعابة و "ربطة عنق ميكي ماوس" على وظيفته

ترجمة موقع شباب حناويه::

صباح الخميس يتجوّل د. عماد سلمان في غرف المستشفى ويكون في استقباله كتلةٌ على السرير

“ما هذا ؟” يتساءل بصوت ٍ عالٍ ، يرفع بلطفٍ غطاء الأسرّة : هل هناك أحدٌ تحتها ؟ ..

تظهر عينان كبيرتان وشفاه لامعة ، ثم تختفي ، يضحك سلمان : من الواضح أنه مسرور من أن السرطان البالغ من العمر أربع سنوات لم يجفُّ شغفه .

يرتدي الطبيب قميصًا أبيض اللون وربطة العنق ميكي ماوس الحمراء، لم يرتدِ معطف المختبر لديه واحد لأنهم يقولون أنني بحاجة إلى واحد لكنّه مرميًا على ظهر باب مكتبه، معطف المختبر يُرعب الأطفال .

في الأول من نيسان “lee heath “  قُطع الشريط الإحتفالي لإفتتاح مستشفى الأطفال الجديد “جوليسانو” في جنوب غرب فلوريدا، وهو حلم استمر عقدين من الزمن، في نفس الشهر احتفل سلمان بعيده العشرين في جنوب غرب فلوريدا حيث أصبح أول طبيب متفرغ كليًا لوظيفته في المنطقة .

وضع برنامج علم الأورام – أمراض الدم ، واستمر في تشكيل وتنظيم كل ما يحتاجه مستشفى الأطفال ودرّب الطبيب والمساعدة ووضع حجر الأساس للبرج الضخم المكوّن من سبعة طواب والذّي يلوّح في حزم مركز “ healthpark “  الطبّي .

إنّه أنسان يتميّز بشخصيّته ، لا يعرف الغرور، يركّز على النجاحات والتعاون الإجتماعي، وكلّ شخص تابع لمستشفى الأطفال أو شركته الأم يعرف الدور الكبير الذي لعبه في جلب طب الأطفال المتطوّر إلى مجتمع كان عليه إرسال أطفاله المرضى إلى تامبا أو ميامي للجصول على الرعاية .

بدأت قصّة سلمان على الجانب الآخر من العالم في سيراليون، حيث كان الثامن من عشرة أطفال ولدوا لأبوين لبنانيين إنتقلوا إلى هناك هربًا من الفوضى في الشرق الأوسط الّتي أعقبت الحرب العالميّة الأولى .

بعد المدرسة الثانويّة، غادر سلمان إلى انجلترا (كانت سيراليون مستعمرة بريطانيا تتحدّث اإنجليزيّة ) في محاولة للوصول إلى كليّة الطب .

التنافس على المقاعد والقيود المفروضة على الطلاب الأجانب حطّم آماله في التعليم الطّبيّ في بريطانيا العظمى، بدلًا من ذلك عاد إلى موطن والديه وحاز على قبول البرنامج الطبي بالجامعة الأمريكيّة في بيروت .

كان يعتقد أنه سيبقى لفترة طويلة ، لكنّ الحرب استحوذت على البلاد وفي أحد الأيام اندلع إطلاق النار في الشوارع ووصل إلى غرفة الطوارئ :” لقد انتهيت ” يقول سلمان ” لم استطع الإستمرار في العيش هكذا من يوم لآخر ” …

في اليوم التالي تقدّم بطلب للحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة حيث تقيم عائلته وخطيبته، حصل على واحدة وتم قبوله في مركز العلوم الصحيّة بقسم طب الأطفال بجامعة فلوريدا في جاكسونفيل .

في البداية درس سلمان ” دراسة الأمراض المعدية ” لكن كانت الولايات المتحدة الصناعية مكانًا غير علمي لإكتشاف الخبرة في هذا المجال ، قدّم أحد الموجهين وهو اخصائي أورام بديلًا : “اقضِ شهرًا معي ” يتذكر سلمان قائلًا : ” إذا كنت تكره ذلك فلا تفعل وإذا رغبت لدينا موقع لك هنا ” ..

تزعزعت نفسه فهو قد فقد شقيقته بسبب السرطان ، كان أول مريض فقده خلال دراسته في كليّة الطب يبلغ سنتين من العمر وقد استسلم له. كانت معدلات البقاء على قيد الحياة في ذلك الوقت ضيئلة لكن سلمان وافق على الفترة التجربيّة .

” لقد غيرت حياتي بالكامل ” كما يقول . كان ممتعًا جعلها ممتعة. تشخيص السرطان ليس ممتعًا لا يمكنك تغيير الحالة ومع ذلك يمكنك تغيير النتيجة بالطريقة التي تتفاعل بها مع الحالة .

أصبح هذا الموقف قوّة سلمان الدافعة والّذي يحدّد عمله في فورت مايرز (fort myers)  .

إذا كان هناك طفل عرضة لخطر الفقدان، فكان Ben Klassen  (بن كلاسين)، كان كلاسين تبلغ من العمر الثلاث سنوات عندما قام سلمان بتشخيص حالتها بالورم العصبي في مرحلته الرابعة ، وهو نوع من سرطان الطفولة يبدأ في الخلايا العصبيّة المبكرة والمعروف بإسم  “ neuroblasts”  كانت فرصة ضئيلة للغاية تقول  “ klassen “  البالغة من العمر الآن تسعة عشر عامّا عن احتمال بقائها على قيد الحياة خضعت لعلاج قويّ لعامين متتاليين : العلاج الكيميائي ، الإشعاع ، الجراحة …

لكن العلاجات الطبيّة ليست هي الأشياء الوحيدة التي تتذكرها klassen ، الدكتور سلمان  صباح يوم السبت أتى وصنع لنا جميعًا الفطائر وجلس يتحدّث إلينا كان يأخذ عقولنا .. ”

كان سلمان يشبه غالبًا من قبل الموظفين وأولياء الأمور ب ” باتش آدمز ” وهو الشخصيّة الرئيسيّة لفيلم تدور قصّته الواقعيّة حول طبيب يؤمن بقوّة الشفاء من الفكاهة عام 1998 .

تقول كاثي بريدج ليليس المسؤولة الإداريّة الرئيسيّة للمستشفى ” إنه طفل ، في كل عيد ” بربارة ” كان يرتدي ملابس مميّزة وكان يلقى اندهشانًا جميلًا من الأطفال . ”

سوندرا مكاسكل (Sondra Mecasel) التي تم تشخيص حالة ابنتها افيري (Avery) البالغة من العمر سبع سنوات بأنها مصابة سرطان الدم عام 2013 نتذكر في احد الأيام عندما جاءت لتتفقد ابنتها في مكتب الدكتور لتجدها تنظر من المجهر وبجانبها سلمان يشرح محتويات الشريحة : ” أنا أتذكر دائمًا الشعور المطمئن تمامًا معه … أنا اوكلتها إليه بالكامل .. ”

وتقول والدة افيري أن ابنتها تواصل تحقيق تقدّم عظيم وأصبحت  “Klassen”  طفلة مشهورة : لقد كان القائد على مساره الخاص عدسة (Gulfcast High  School ) والمناطق المجاورة عمل في المرتبة الثانية في برنامج تدريب ممرضين للأطفال في مدرسته وحصل على منحة كاملة حيث هو حاليّا طالبًا جامعيًا ..

ليس هناك استحالة هذا ماتعلّمه من د. سلمان لا تستسلم ابدًا بغض النظر عن الإحتمالات التي تتكدّس ضدّك.

بعد إقامته انتقل سلمان للعيش في بلدة بوريا ندل الصغيرة في كرستنيو ، حيث وافق على ممارسة مهنته في هذا المجتمع الذي ليس هنالك فيه خدمات طبية كافية لمدّة عامين من أجل حصوله على تأشيرة جديدة وبعد عام من ذلك وبعد تأهيل طبيبين ووضع برامج جيدة ومفيدة ، عاد سلمان إلى علم الأورام بخبرة مميّزة وخاصة في وست بالم بيتش (west palm beach ) .

بعد ذلك في عام 1997 تم استدعاء منظمة صحة الأطفال نمور ، أرادوا إدخال برنامج الأورام للأطفال في فورت مايرز (Fort Myers) .

في الليلة السابقة لمقابلة سلمان الي قضاها مع زوجته وطفليه في منتجع سانيبل هاربور انتهى بسؤال من أولاده : هل يمكننا البقاء هنا إلى الأبد ؟ ”

إذا كان الحماس الأسري هو نصف المعادلة فالدعم الأداري هو الآخر ، عندما كانت نيمور في ذلك الوقت تقوم بتقديم خدمات طبية للأطفال وجاءت منظمة ” لي ” الصحيّة ثمّ أصبحت تسمى “ lee memorial health system”  كانت تقدّم التسهيلات .

يقول سلمان : إن التزام lee  الصحيّة كان حقيقيًا وأصبح وضعها حرجًا عندما انسحبت nemoues من جنوب غرب فلوريدا عام 2001 واكتشف شريكًا محليًا من اصدقاء باربرا وهي منظمة تعنى بجمع التبرعات تأسست عام 1995 على يد frank  و   bethy haskel  لتكريم ابتها التي توفيت بسرطان الثدي.

قدّم أصدقاء Barbara  أموالًا ضرورية للغاية لمساعدة ومساندة سلمان ومنظمة lee heath  لي الصحيّة لتطوير برنامج الأورام الخاص بالأطفال الأهمية للمرضى الخارجيين ، ثم المرضى الداخليين ولتعويض الخسائر المالية في علاج الأطفال الذين ليس لدريهم ضمان وتأمين .

يقول سلمان : سمح لنا النظام بأن نرى تصرفات مرضانا بدون أي سؤال مثل هذه الممارسات ليست عالمية.

في وقت لاحق ، خرج المجتمع بكبح كبير في دعمه وجمع 100 مليون دولار لمستشفى جوليسانو للأطفال الجديد في جنوب غرب فلوريدا . يقول سلمان انه يحصل على 30 دولار من مجموعة من اطفال المدارس : بالنسبة لي يقول الطبيب هذا مهم بقدر 20 مليون دولار .

يقول : نعم نقدّم الخدمات لكننا لن نتمكن من القيام بذلك بدون دعم .

اليوم طوّر سلمان وموظفو المستشفى سمعة متميزة درجات المرض ثابتة في التسعينات ولكن سلمان كان يعلم أن الوافد الجديد لديه الكثير ليبرهنه .

”  لا يمكنك تغيير الحدث ولكن يمكنك تغيير النتيجة بالطريقة التي تتفاعل بها مع الحدث ”

يقول د. عماد سلمان :

” لقد تعهدت في ذلك الوقت بأنني سأقوم بهذا العمل سأفعل هذا بنسبة 150% لا إجازة لا عطل ، بعد أن أعطي علاجاً كيميائياً للأطفال ، يجب أن أكون بكل أوقاتي متاحًا لهم عندما يعانون من المضاعفات ، أحتاج أن أكون هناك لهم طوال الوقت ” . .

اليسار زوجته تتذكر تلك السنوات :

كان الأمر صعبًا لكن في الوقت نفسه كيف يمكنك أن تكمل ؟ كان يعتني بالأطفال المرضى ” أحسست أن الله وهبني أطفال أصحاء حتى يستطيع زوجي أن يفعل ما يفعله كما يقول .”..

كانت قد التحقت بكليّة الحقوق في لبنان ولكنها لم تمارس دراستها في الولايات المتحدة فاختارت بدلًا من ذلك ادارة شؤون اسرتها واطفالها . يقول زوجها : “انها عمودي الفقري ودعمي ” . فهي الشخص الذي يعيش في الظل لإبقائي في دائرة الضوء ..

على الرغم من أنه كان ممارسًا شابًا في ذلك الوقت لدى سلمان نظرة قويّة لمعرفة ما هو جيّد وما هو ضار في انظمة الرعاية الصحيّة ، كان يصرّ على أن يكون شخص كامل كشخصه ولعائلته ..

لم يأتِ بممرضات للأورام ذوي المهارة العالية فحسب بل أمن خبراء آخرين أيضا متخصصين في مجال حياة الأطفال وعلماء نفس ، واخصائيين اجتماعيين وصيادلة .

يجتمعون كل صباح لمراجعة التقدم المحرز لكل مريض أورام ومريض الدم في المستشفى من البيانات الطبيّة الى الملاحظات الإجتماعية والعاطفية والنفسيّة ، القلق الذي ترافق منذ 12 سنة حول الإختبار الطبي نفس القدر من الإهتمام الذي حظيت به نتائج مختبرها خلال احدى هذه الإجتماعات .

انتشرت فلسفة سلمان من وحدة أمراض الدم – الأورام إلى بقية مستشفيات الأطفال ، تمت ترقيته إلى مدير طبي عام 2010 .

يقول الدكتور روبرت مينكس : جراح الأطفال الذي غادر مؤخرًا مستشفى الأطفال في تكساس لينضم إلى مستشفى جوليسانو للأطفال..

كان يهمّه دائماً أن يرى الأطفال بصحة جيدة و يقضي معظم وقته في إدارة الأمور على مستوى المستشفى .

في السنوات الست الماضية ، تضاعف الطاقم الطبي إلى 96 وأفتتحت العيادات المتخصّصة في مقاطعتي شاركوت وكولير ، تشارك سلمان ومسؤولو المستشفيات مع منظمات المجتمع المحلي لمواجهة التحديات مثل البدانة في مرحلة الطفولة والصحة العقلية .

إنه يتوجه بتطوير البروتوكول لتقليل مرض الأخطاء الطبيّة .. كان يشاهد المبنى الجديد وهو ما يسميه نصب تذكاري للحلم..

يقول سلمان : إنّه تحدٍ ولكنه أيضًا امتياز كبير لكل شخص فينا” هذا المستشفى سوف يعمّر، فليفكر كل شخص منّا  في ذلك لأربعين سنة من الآن ،سأكون قد ولّيت، لكن طوابق المباني الأساسيّة التي بدأناها وبنيناها ستكون هنا هذا هو الإرث …

المصدر 

زر الذهاب إلى الأعلى